RSS

مما ورد من الأخبار في استشهاد الإمام زيد بن علي وصلبه

08 أوت

مما ورد من الأخبار في استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام وصلبه .
عَن نَصْر بْنِ مُزَاحِم الكُوفِي ، عَنْ جَرِير بْنِ عَبْدِ الحَمِيد الضَّبِّي ، أَنَّهُ قَال : لَمَّا أَنْ صُلِب زَيْدُ بن عَلِيٍّ -عَلَيهِمَا السَّلَام- ، صُلِبَ فِي مَوْضِعٍ بِالكُوفَة يُقَال لَهُ الكُنَاسَةُ ، وَطُوَيَت خَشَبَتُه إِلَى نِصْفِهَا بِالجِصِّ وَالآجر ، وَصُيِّرَ عَلَيْهِ خَمْسينَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّام ، يَحْرُسُونَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَمَكَثَ عَلَى خَشَبَته ثَلَاث سِنِين ، وَاللَّه مَا تَغَيَّر مِنهُ شَيْءٌ ، وَلَا كَانَت مِنْهُ رَائِحَةٌ كَمَا يَكُون مِنْ المَوتَى ، غَيْرَ أَنَّه كَان رَجُلًا عَظِيم البَطنِ ، وَكَانَتْ العَصَافِيرُ تَقَرَح فِي بَطْنِه ، وَكَانَ إِذَا أَمْسَى نَسَجَت العَنْكَبُوتُ عَلَى عَوْرَتِهِ مِنْ قُدَّامِه وَمَنْ خَلْفِه ، فَإِذَا أَصْبَحَ قَامَ بَعْضُ الشَّامِيِّين يَهْتِكُ ذَلِكَ بِرُمْحِه ؛ حَتَّى تَبْدُوَ عَوْرَة ابن رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- . قَالَ جَرير بن عَبد الحميد الضَّبِّي : بينا أنا ذَات لَيْلَةٍ وَقَد وَقَفْتُ بِالنَّوْبَةِ -قَائِمًا أُصَلِّيٌ- إِلَى جَانِبِ الخَشَبَة ، إِذْ وَقَع عَلَيَّ النُّعَاس ، فَإِذَا أَنَا بِالنَّبِيّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّم- قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَه جِبْرِيل وَمِيكَائِيل ، وَأَمَامَه فَاطْمِة وَعَلِي وَالحَسَن وَالحُسَين -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِم أَجْمَعِين- حَتَّى ضَمَّ زَيْد بن عَلِي -عَلَيهِما السَّلَام- إِلَى صَدْرِه وَنَحْرِه ، وَأَقْبَل يُقْبِّلُ بَيْنَ عَيْنَيه ، وَهُوَ يَقُول : زَيْدٌ يَابُنِي ، قَتَلُوك قَتَلَهُم اللَّه صَلبُوك لَعَنَهُم اللَّه ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّه عَلَى قَوْمٍ قَتَلُوك . يَا زَيْد، يَا بُنَي ، أَمَا إِنَّ لَهُمْ فِيكَ عَوْدَة أُخرَى . قَالَ جَرِير : فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا مَرْعُوبًا ، فَإِذَا أَنَا بِالخَشَبَة قَدْ امْتَارَت ، وَسَقَطَ الآجر مِن جَوَانِبِهَا ، وَمَالَت الخَشَبَةُ مِمَّا يَلِي القِبلَةَ ، وَإِذَا بِنُورٍ سَاطِعٍ مِنْ الخَشَبَة إِلَى أًفًقِ السَّمَاء ، وَانْتَبَه الحَرَسُ وَرَأَوا مَا رَأَيْتُ وَعَايَنُوا مَا عَايَنَت ، فَأَتَوا وَالِيَ الكُوفَة فَأَخْبَرُوه بِذَلِك ، فَكَتَبَ وَالِي الكُوفَة إِلَى هِشَام بْن عَبْد المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِك ، فَكَتَبَ إِلَيهِ هِشَام : أَمَّا بَعْد فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَلَا تَضَعْه مِنْ يَدِك حَتَّى تُنْزِل زَيدَ بن عَلِي بن الحُسَيْن مِنْ الخَشَبَة ، وَتُقْرِنُه بِهَا بِالحِبَال ، وَتُدْرِجَهُ فِيهَا ، وَتَضْرِبَه بِالنَّفْط ، وَتَذْرُوه فِي الرِّيَاح . قَالَ جَرِير : فَوَاللَّه مَا طَلَعَت الشَّمْس ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى نَادَى المُنَادِيَ : يَا أهل الكُوفَةُ ، لَا يَتَخَلَّفَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ ، احْضُرُوا دَفن زَيد بن عَلي بن الحُسَين . قَالَ جَرِير: فَوَاللَّه مَا بَقِيَ ذَلِكَ اليَوْمَ فَقِيهٌ وَلَا عَالِمٌ وَلَا جَارِيَةٌ فِي خِدْرِهَا إِلَّا وَقَدْ حَضَرُوا يُرِيدُونَ الصَّلَاةَ عَلَىَّ ابن رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم- ، وَأُنزِلَ زَيد بن عَليٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلَام- مِنْ الخَشَبَة وَقُرَنَ بِهَا بِالحِبَال ، وَأُدْرِجَ فِيهَا ، وَضُرِبَ بِالنَّار وَالنِّفْطِ ، فَلَمَّا صَارَ رَمَادًا أُذَرِي فِي الرِّيَاحِ فَإِذَا مُنَادٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُنَادِي: يَا أَهْلَ الكُوفَة هَذَا حَبِيبكُم وَوَلِيُّكُم ؛ لَنَحَرِّقَنَّه ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسَفًا . قَالَ جَرِير :فَوَاَللَّه مَابِقِي فَقِيهٌ وَلَا عَالِمٌ وَلَا جَارِيَةٌ فِي خِدْرِهَا إِلَّا وَكُلٌّ يَبْكِي وَيُنَادِي : وَأهل بَيْتِ نُبَيئنَا ، يَارَسُولَ اللَّه مَا تَلقَى ذُرِّيَّتُك مِنْ بَعْدِك . قَالَ جَرِير : فَدَخَلْتُ عَلَى وَالِدِي , فَقَالَ لِي : يَابني مَاهَذِهِ الضَّجَّةُ ؟!. فَأَخْبَرتُه بِمَا صُنِع بِزَيد بْنِ عَلِي بن الحُسَين -عَلَيْهِمَا السَّلَام- . قَالَ جَرِير: فَوَاَللَّه ، مَا رَأَيت وَالِدِي ضَحِكَ بَعدَ ذَلِكَ اليَوم ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيا حُزْنًا عَلَى زَيد بن عَلِي بن الحُسَين بن عَلِي بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِم السَّلَام- .

 

أضف تعليق