RSS

اجتهاد الإمام زيد بن علي في طلب مرضاة الله تعالى بالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

06 أوت

عَنْ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ -عَلَيْهِمْ السَّلَامُ- قَالَ إِنِّي لَفِي فِرَاشِي نَائِمٌ وَأَخِي زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- فِي مُصَلَّاهُ ، إِذْ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ رِضَاكَ فِي أَنْ أَأْجِّجَ نَارًا ثُمَّ أَقْذِفُ بِنَفْسِي فِيهَا ، لَفَعَلْتُ . اللَّهُمَّ وَإِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ رِضَاكَ فِي أَنْ أَرْكَبَ ذُبَابَةَ سَيْفِي ، ثُمَّ اتَّكِئْ عَلَيْهَا ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي ، لَفَعَلْتَ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ رِضَاكَ فِي الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ المُنْكَرِ ، اللَّهُمَّ وَقَدْ بَايَعْتُكَ عَلَى ذَلِكَ . فَبَسَطَ يَمِينَهُ لِرَبِّهِ -عَزَّ وَجِل- وَشِمَالَهُ لِنَفْسِهِ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ مِنْ فِرَاشِي ، وَأَنَا أَبْكِي فَقُلْتُ : يَا أَخِي إِذَنْ وَاللَّهُ تَقْتُلُ كَمَا قَتَلَ جَدّكَ . قَالَ يُقْتَلُ أَخُوكَ عَلَى حَقٍّ ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَحْيَا عَلَى بَاطِل. وَأَغْفَى أَخِي زَيْدٌ -عَلَيْهِ السَّلَام- فَأَتَاهُ أَتٍ، فَقَالَ اخْرُجْ بِأَرْضٍ بِهَا مَنْبُوذٌ. قَالَ: فَانْتَبَهَ. قَالَ: مِنْ مَنْبُوذ؟! شَجَرٌ ، أَوْ حَجَرٌ ، أَوْ بَلَدٌ ؟!. حَتّى أَتَاه الآتِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمّا صَارَ بِالكُوفَةِ بَايَعَهُ فِيمَنْ بَايَعَه مَنْبُوذ فَقُتِلَ مَعه ، فَقَالَ لَه حِينَ بَايَعَهُ: مَنْ أَنْتَ ؟. فَقَالَ أَنَا مَنْبُوذ -مَوْلَى أَبِيك عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ -عَلَيْهِمَا السَّلَام- . قَالَ : فَسَمِعْتُه يَقُولُ عِنْدَ البَيْعَة تِلْكَ اللَّيْلَةَ : {إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ }..الآيَةَ [التوبة:111]، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أُبَايِعُك بِنَفْسِي عَلَى مَاشَرَطْت فِي كِتَابِك ، أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِك بِنَفْسِي حَتَّى أُقْتُل أَو أُقتَل، ثُمَّ ضَربَ بِإِحْدَى يَدَيه عَلَى الأُخْرَى» .
[أخبار الإمام زيد بن علي عليه السلام لأبي مخنف]

 

أضف تعليق